المتغيرات والنظام العالمي الجديد وسوريا

كُتِبَتْ آلاف الكتب والأبحاث عن النظام العالمي عموماً والجديد خصوصاً، ولكنها أهملت جميعها البعد التاريخي لهذا النظام، وكان كتابنا هذا الأول في دراسته الموثقة له، والذي قدمته كنتاج لمهمة بحث علمي أنجزته في جامعة شيكاغو، وكلفت به من جامعة دمشق التي أوفدتني إليها في عام 1994. وقام اتحاد الكتاب العرب في سوريا بطباعته عام 1996، وشرفني السيد رئيسه، الدكتور علي عقلة عرسان، بكتابة المقدمة فيه، وله مني كل التقدير. والآن ما هي المضامين الرئيسة الأبرز في هذا الكتاب؟

$20.00

كتاب “المتغيرات والنظام العالمي الجديد وسوريا”

كُتِبَتْ آلاف الكتب والأبحاث عن النظام العالمي عموماً والجديد خصوصاً، ولكنها أهملت جميعها البعد التاريخي لهذا النظام، وكان كتابنا هذا الأول في دراسته الموثقة له، والذي قدمته كنتاج لمهمة بحث علمي أنجزته في جامعة شيكاغو، وكلفت به من جامعة دمشق التي أوفدتني إليها في عام 1994. وقام اتحاد الكتاب العرب في سوريا بطباعته عام 1996، وشرفني السيد رئيسه، الدكتور علي عقلة عرسان، بكتابة المقدمة فيه، وله مني كل التقدير. والآن ما هي المضامين الرئيسة الأبرز في هذا الكتاب؟

–  المضمون الأول هو ماهية النظام العالمي وبدايته: يشرح الكتاب هذه الماهية بعناصرها الثلاثة: العنصر الأول هو القوة المهيمنة عالمياً، والعنصر الثاني هو المضمون في جانبيْه القيمي والحياتي الشامل لكل الميادين الحياتية، وهذا المضمون  يعكس، إن كمنطلق أو كهدف، مصالح القوة المهيمنة، كما يعكس طبيعتها السلطوية، والعنصر الثالث هو الشكل بوجوهه الثلاثة، الأيديولوجي والقانوني والسلطوي. ووجود هذه العناصر الثلاثة مجتمعة يعني وجود نظام عالمي، وإن غياب أحدها ينفي هذا الوجود. وهي عناصر ذات ترابط جدلي متبادل، ومتغيرة من مرحلة تاريخية لأخرى، وبالتالي لكل مرحلة نظامها الدولي أو العالمي المهيمن فيها.

أما بالنسبة لبداية هذا النظام العالمي فقد ارتبطت بوجود العلاقات الدولية. ويؤكد الباحثون في هذا الشأن على ارتباط ظهور هذه العلاقات بظهور الرأسمالية وتطورها، من حيث هي منظومة عالمية الطابع. ومن البديهي القول إنه حيث ظهرت الدول الرأسمالية الأولى والعلاقات الدولية الأولى، والتي كونت بعد ذلك السوق الرأسمالية العالمية الأولى, ظهر النظام الدولي أو العالمي الأول. وإن هذا الظهور, حسب دراسات كثيرة في علوم الإنسان –الأنثروبولوجيا- أي علم الأقوام واللغات والعروق والآثار والتاريخ وغيرها، كان في المشرق العربي القديم.

–  المضمون الثاني للكتاب هو معطيات وجود النظام العالمي وتطوره التاريخي من النظام العالمي العربي في العصور القديمة وهو الأول، إلى النظام العالمي العربي-الإسلامي في العصور الوسطى وهو الثاني، إلى النظام العالمي البريطاني منذ الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وهو الثالث، ولتكن نهايته لصالح  ظهور النظام الأمريكي العالمي القديم، وهو الرابع والممتد حتى تفكك المعسكر الاشتراكي لصالح سيطرة النظام الأمريكي العالمي الجديد وهو الخامس. ويبين الكتاب أن معطيات التمدين في النظاميْن الأول والثاني تبرر توصيفهما بـ”الإعمارييْن”، بينما معطيات الاستغلال في الثلاثة البقية تبرر توصيفهما بـ”الاستعمارية”. ويوضح الكتاب صيرورة المتغيرات العالمية التي أدّت إلى تشكل كلّ نظام من الأنظمة المذكورة، ومنها المتعلقة بالوصول إلى سيطرة النظام الأمريكي العالمي الجديد، وأهمها متغير تراجع تأثير الديغولية في فرنسا وأوروبا عموماً، ومتغير انهيار المعسكر الاشتراكي، ومتغير تراجع حركة التحرر العالمية ومنها العربية، ومتغير حرب الخليج أو عاصفة الصحراء، ومتغير تسوية الصراع العربي– الصهيوني.

–  المضمون الثالث هو معالم النظام العالمي الجديد ونقاط الاتفاق والاختلاف في الرؤية العالمية له، ويبين الكتاب ردود الفعل العالمية من هذا النظام ومن ضمنها العربية والسورية، إن التقويمية العامة أو الرسمية، في اتجاهاتها المختلفة: الاتجاه التقييمي المؤيد، والاتجاه التقييمي الرافض، والاتجاه التقييمي المؤيد الشرطي، والاتجاه التقييمي المتريث.

–  المضمون الرابع أسس سياسة سوريا في عهد إدارة الأسد: المنطلقات المنهجية والأخرى المعرفية- السياسية.

–  المضمون الخامس هو مواقف سوريا من متغيرات انهيار المعسكر الاشتراكي، ومتغيرات حرب الخليج، ومتغيرات الصراع العربي- الصهيوني التي وضحت البداية في قبول إدارة الأسد بالتسوية وأسبابها. ووضح نجاح هذه الإدارة  في التصدي للمناورات الصهيونية والتمسك بشمولية الموقف والنضال.

–  المضمون السادس هو موقف سوريا من النظام العالمي الجديد ويوضح القناعات المحركة لإدارة الأسد في
موقفها من هذا  النظام على أساس التأييد الشرطي، والمرافق بدعوة إلى تكوين نظام عربي، ويوجد وقفة تقويمية
لمواقف إدارة الأسد من النظام العالمي الجديد.

–  المضمون السابع معطيات بعض ثوابت إدارة الأسد، ومنها التصدي لمخطط المحاولات الآتية: محاولة تعميم
النمط الرأسمالي الليبرالي الغربي، ومحاولة الربط بين الإرهاب والمقاومة، ومحاولة نزع وتحديد السلاح العربي.
–  المضمون الثامن والأخير هو وقفة عند ردود الفعل العربية من “النظام العالمي الجديد”: “العرب والعالمية”.