الأهرامات هي محطة لمعالجة مياه النيل لتحويلها إلى مياه صالحة للشرب.

تضج الصحف والمواقع في مصر بسبب اكتشاف نفق في هرم خوفو، بينما من المفترض أن يحتفلوا بما هو أهم من نفق أو نفقين في الأهرامات. إذ جعل علماء المصريات في الغرب من هذه الصروح الهامة مجرد مدافن لملوك لم يرد ذكرهم لا في المصادر ولا في الآثار.

لا يوجد ملوك في الأسرات بأسماء خوفو، ولا خفرع، ولا منقرع!

ولم يكتشفوا أية جثة، ولا مدفن، ولا تابوت لأي أحد في بطن الأهرام!

كيف يتم استسهال كتابة التاريخ وتوصيف الصروح الأثرية بهذه الطريقة الاعتباطية؟ ولماذا لم يسأل العلماء أنفسهم كيف يمكن لأي شخص أن يبني صرحاً بهذه الضخامة والدقة لمجرد أنه سيدفن فيه؟

لماذا لم يدفن فيها توت عنخ آمون؟ أخناتون؟ نفرتيتي؟ تحوتمس؟

لماذا فضل ملوك مصر العرب العماليق أن يتم دفنهم في مقبرة الملوك؟ بدلاً من الأهرامات؟

من هو خوفو هذا؟ أين مدفنه المزعوم؟

طوطمية وخزعبلات وخرافات، هي كل ما بنى عليه علماء المصريات ادعاءاتهم.

لكن للحقيقة باب آخر أهم، باب علمي، يحترم العقول.

منظومة أبو الهول والأهرامات هي محطة متكاملة متسلسلة لمعالجة مياه النيل لأنها مياه طمي غير صالحة للاستهلاك. كان لا بد من معالجتها لتصبح صالحة للشرب.

اقرأوا التاريخ والآثار بعيون جديدة، عيون علمية، عقلانية، واقعية.

وهذه تفاصيل حقيقة الأهرامات:

#الأهرامات ليست مدافن لملوك، بل هي أول #محطة_معالجة_مياه مكتشفة حتى اليوم!

كيف حول المستشرقون الصروح العلمية القديمة إلى مجرد مدافن، ما هي حقيقة تسميات #خوفو وخفرع ومنقرع؟

د. أحمد داوود ونينورتا أحمد داوود.

مقطع من #موسوعة_نينورتا_التاريخية الجزء الثاني #اللغة_الأم.

أدركنا إذن حقيقة #أبو_الهول بأنه سد #ياجوج_وماجوج، أي سدّ تغذية جوفية بتعبير علمي، فما هي حقيقة #الأهرامات وما هي وظيفتها؟

أهرامات وادي النيل:

إن الأهرامات أنشئت على مسار نهر النيل، منها هرم اللشت، وأهرامات دهشور، وهرم صقارة، وأهرامات أبو صير، بالإضافة لأهرامات الجيزة المعروفة حالياً وذات الشهرة الواسعة.

يقولون عنها ما نعرفه جميعاً من افتراضات وتكهّنات: “تمتد الأهرامات من أبو رواش بالجيزة حتى هوارة على مشارف الفيوم. وهي مباني ملَكية بناها قدماء المصريين في الفترة بين 2630 ق.م و1530 ق.م. وقد تدرّج بناؤها من هرم متدرّج كهرم زوسر (3630 ق.م – 2611 ق.م) بسقارة، إلى هرم مائل الشكل، ثم إلى شكل الهرم الكامل المعروف والمتمثل في أهرامات الجيزة وهي على التوالي خوفو، خفرع، ومنقرع.

بُنيت الأهرامات لأجل الحفاظ على مومياء فرعون ومساعدته في رحلته إلى الآخرة وصعوده إلى السماء. وقد بنى الملك خوفو الهرم الأكبر لدفنه فيه، وكان قدماء المصريين يعتقدون أن روح الملك تظل ترعاهم حتى بعد مماتهم، ثم إنها تصعد إلى السماء وتنضم إلى باقي الآلهة؛ ومن ثم يمكنه رعاية الأحياء على الأرض بإرسال فيضان النيل والنمو والرخاء ويمنع عنهم الشر”.

إن مثل هذه التكهّنات والتخمينات التي ملأت الكتب والمقالات والدراسات حول الأهرام والغاية من إنشائها هي برأينا تُضاف إلى جملة الدجل والأكاذيب والتخريصات التي سُجِلت باسمها كتابة التاريخ.

كنا شرحنا في الجزء الأول من موسوعة نينورتا التاريخية معاني كلمتي “بيراميد” و”سفينيكس”، ووضّحنا أن هناك وجهات نظر حول غاية الأهرام وأبي الهول هي في كونها مولّدات طاقة وهذا ما ذهب إليه بعض الباحثين، لكنهم بقوا عاجزين عن تحديد نوع هذه الطاقة التي قامت هذه الأهرامات بتوليدها.

في هذا الجزء من الموسوعة تبحّرنا أكثر في عمق الهدف المنشود من تشييد أبي الهول، وشرحنا من الناحية العملية واللغوية كيف أنه خزّان جوفي هائل ومسلَّح أي خرسانة مسلحة بلغة عصرنا لحجز المياه الفائضة من نهر النيل لحماية الأراضي والمدن من خطر الغرق، ولتأمين مياه الشرب ومياه الري بشكل منتظم. وبناه ذو القرنين فعلاً، النبي – العالم العربي.

أما الأهرامات، فلا بد أن يكون لها، بالتالي، غاية هي الأخرى تدخل في منظومة تأمين مياه الشرب، ومياه الريّ. فهل هي كذلك؟، دعونا نتعرف على مراحل تنقية مياه النيل لتصبح صالحة للشرب:

“يتم أولاً السحب من المجرى المائي سواء نهر النيل أو الترع، وذلك بمد مواسير إلى بعد وعمق مناسبين داخل المجرى المائي مع تركيب مصافي لمنع دخول أية عوالق داخل محطة التنقية.

ثم تأتي مرحلة الترويب والترويق وهي عبارة عن أحواض كبيرة يتم فيها إضافة الشبّه وكلور مبدئي لترسيب أية شوائب عالقة بالمياه.

ثم تأتي مرحلة الترشيح وهي عبارة عن أحواض بها رمل من نوع خاص وأرضية عبارة عن مصافي صغيرة ذات فلاتر لا تسمح إلا بمرور المياه فقط.

ثم تنزل المياه من المرشحات إلى الخزان الأرضي وبه يحقن كلور نهائي وتكون المياه سليمة.

ثم مرحلة الضخ للمستهلكين سواء في المدينة أو القرية بواسطة طلمبات المياه المرشحة التي تقوم بسحب المياه من الخزان الأرضي وضخها إلى السكان حيث تصلهم مياه مرشحة مطهرة نقية”. (صفحة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بكفر الشيخ، مصر).

لماذا تحتاج مياه النيل إلى عمليات تنقية عالية؟ لأنه لا ينحدر مباشرة من الجبال كأنهار سوريا، بل يجري في وادِ طويل وينتهي بالطمي في آخره عند دلتا مصر حيث مدن مصر الرئيسية فيجرف معه في نهايته جميع المخلفات البشرية والزراعية والقاذورات من قمامة وجثث حيوانات والميكروبات والديدان أشهرها البلهارسيا التي تنتشر في مياه الترع بشكل رئيسي. إذن لا يكفي تجميع مياه النيل لاستخدامها وترشيدها، وهذه وظيفة أبو الهول، بل يجب تنقيتها وتطهيرها لتصبح صالحة للاستهلاك، وهنا يأتي دور الأهرامات.

إن الأهرامات كما نراها هي منظومة تنقية مياه كاملة وحقيقية، إنها عبارة عن أحواض ضخمة تسحب المياه من خزان أبي الهول الجوفي لتقوم بتنظيفها من الشوائب وتطهيرها من الديدان والبكتريا، ثم تضخها للسكان مياهاً صالحة للشرب والاغتسال. فهل اكتشف الباحثون اليوم ما من شأنه دعم هذه الرؤية؟، لنقرأ ماذا تقول الدراسات الحديثة:

“لم يكن من السهل الحصول على إذن للاستكشاف تحت هضبة الجيزة، تروي الدكتورة كايسي فورتي عن اكتشاف ما تحت هضبة الجيزة في عام 2018، دخلنا في المدخل السري وجدنا ثقباً مربعاً في الأرض، قيل لي أن هنالك ثلاثة مستويات في الأسفل آخرها يؤدي إلى أنفاق المياه التي ترتفع 38 متراً تحت الأرض، في المستوى الثاني رأيت غرفة مع سبع منافذ لسبعة توابيت كبيرة اثنان منها من البازلت الأسود والباقي من الغرانيت، على الأغلب هذه مقبرة، نظرت إلى أسفل العمود ورأيت الماء يغمر السلم المؤدي إلى الغرفة الثالثة ومن المعروف أن الضخ لمدة أربع سنوات لم ينتج عنه إفراغ المياه لا بل ارتفع مستواها لسبب غير معروف، الماء هناك مليء بالطمي والحُطام، إنها بدون شك بوابات زمنية. لقد وجدنا في المياه هناك حجارة مكسورة وشرائح خشبية مبعثرة وبعض شرائط البردي، وكذلك مادة غشائية بيضاء غريبة على الماء في عدة أماكن.

قد تكشف هذه الكشوفات عن حضارة ما لأناس من أتلانتا جلبوا لمصر معارف غريبة، قد يكون هؤلاء الأتلانتيون بالفعل هم البناؤون الحقيقيون للأهرامات القديمة.

ربما تم بناء نظام نفق المياه قبل البناء الفعلي للأهرامات. ربما تعتمد مواقع جميع الأهرامات العظيمة حول العالم على الحاجة المائية. في عام 2015 وبمساعدة التصوير المقطعى ثلاثي الأبعاد الكهربائي اكتشف العلماء بحيرة وكهوفاً تجري أسفل هرم كوكولكان في ولاية يوكاتان يعود لحضارة المايا، فهل المياه الجوفية شرط أساسي لجميع المباني الهرمية؟، هناك المئات من الأهرامات في أنحاء العالم كأهرامات البوسنة التي اكتُشف تحتها شبكة واسعة من الأنفاق والغرف تربط جميع الأهرامات والأماكن الأخرى، يحتوي الهرم البوسني الكبير على أنفاق مياه تشبه بشكل ملحوظ أنفاق المياه التي تعمل تحت هضبة الجيزة، صدفة؟”. (قناة أسرار، فلم اكتشاف مذهل تحت هضبة أهرامات الجيزة، 2019).

“ما تفسير وجود شبكة ضخمة من الأنفاق أسفل الأهرامات والتي يرجع تاريخ حفرها إلى تاريخ بناء الهرم نفسه؟ .. ولماذا يعتبرونها أيضاً مقابر لبعض العمال أو أفراد حاشية الملك؟، إن مجمع أهرامات الجيزة بكل ما تحويه من صروح وأعمال هندسية غير مفهومة يُقدَّم كمدينة موتى!!.

كريستوفر دان رأى أن الهرم الأكبر عبارة عن آلة، وأن المجموعات العشر الهرمية، التي تبدأ من هرم أبو رواش إلى هرم ميدوم بالفيوم مروراً بأهرامات الجيزة وزاوية العريان وأبو صير وسقارة ودهشور واللشت هي آلات ومحطات طاقة متصلة ببعضها بواسطة أحزمة الطاقة، واعتبر أن الأهرامات هي محطات عملاقة لتوليد الطاقة. إنها تحوّل الطاقة الناتجة عن اهتزازات القشرة الأرضية إلى طاقة يُمكن للإنسان استخدامها.

المجموعات الهرمية العشر، وما حولها من مصاطب وما تحويه من أنفاق، هي مشروع علمي ضخم، ولم تُبنَ بمعزل عن بعضها البعض بل وضع تصميمَها عقليةُ واحدة في وقت واحد.

تتابعت التجارب التي قام بها العلماء والباحثين على الشكل الهرمي ووجدوا أن الشكل الهرمي يزيل أكسدة المعادن ويبقي الأطعمة كاللحوم والألبان، والماء، دون أن تفسد لأيام طويلة. هناك العديد من النماذج الهرمية الصغيرة موجودة في المتحف المصري واللوفر، معظمها من الجرانيت والبازلت متقن الصنع، لا يُعلم حتى الآن سبب وجودها، غير أن الأثريين يعتبرونها رموز عقائدية دينية، ويعتبرون أن الهرم هو رمز أشعة الشمس.

شبكة الأنفاق: لا يُمكن فصل طبيعة الأهرامات عن شبكة الأنفاق التي تقع أسفلها وهي شبكة ضخمة مُعقدة من الأنفاق المحفورة داخل صخر هضبة الأهرام تُحيّر العقول. نفس الشبكة مكررة أسفل أهرامات سقارة وربما توجد أيضاً أسفل أهرامات أخرى. الأنفاق تمتد ما بين أبو الهول إلى الأهرامات الثلاثة ومجموع الأنفاق يساوي عدة كيلومترات تتجه إلى الاتجاهات الأصلية الأربعة بزوايا قائمة حادة. الأنفاق متصلة ببعضها عند نقاط معينة ولم نعثر على رسم يوضح الخريطة الكاملة لأنفاق الهضبة. يُمكننا إحصاء ما لا يقل عن 50 فتحة أنفاق في هضبة الجيزة على طول الطريق الصاعد من أبو الهول إلى الأهرامات وهي ليست كلها على مستوى واحد بل يُمكن للسائر أن يرى على الأقل 3 مستويات من الأنفاق، وهناك فتحات لا يُمكنك أن ترى قاعها من شدة عمقها. الأنفاق محفورة بزوايا قائمة ونجد القطع حادّاً فيها كما لو كانت حُفِرت بحفّارات عملاقة. تلك الأنفاق، لسبب ما، مغلقة بأبواب وأقفال حديدية. في رأيي يريدون أن يظل الاعتقاد راسخاً بأنها مقابر، مع أن أي زائر يدخل إلى تلك الأنفاق ويرى طولها واستقامتها سيعلم علم اليقين باستحالة كونها مقابر.

الأنفاق متصلة ببعضها البعض ومتصلة كذلك بالأهرامات، يُعتقد أن تلك الأنفاق كانت تُملأ بالمياه في العصور القديمة، فقبل بناء السد العالي كان الفيضان يصل إلى سفح هضبة الهرم وبواسطة رافعات أو مضخات أو أية وسيلة أخرى كانت المياه تُضخ داخل الأنفاق.

عدد كبير من المصاطب يحيط بالأهرامات وجميعها مبنية بحجارة ضخمة بارتفاع يصل إلى 6 – 10 أمتار تقريباً. إذا نظرنا إلى المصاطب فسنجد في معظمها شيئاً مشتركاً، فتحة أو فتحتين في قمتها، ما الغرض من تلك المصاطب؟، هل هي جزء من المنظومة الهرمية؟ إن شح المعلومات عنها وغلقها تجعل من الصعب تكوين فكرة كاملة عن ماهيتها وربما سيأتي يوم نستكمل هذه النقطة المُعلّقة”. (أحمد عدلي، الأهرامات والأنفاق مصانع الخلود).

إذن بات من الواضح من خلال ما سبق واستعراض أحدث ما توصل إليه الباحثون بأن الأهرامات هي عبارة عن منظومة علمية كاملة قائمة على شبكات من المياه، لكن الغريب بالأمر أنهم وعلى الرغم من توصّلهم لهذه النتائج إلا أنهم ما زالوا يصرّون على أنها مقابر، وإن جمح خيالهم أكثر يجعلونها إنشاءات لخلود الإنسان! وهي من صنع حضارات عوالم أخرى جاءت وافدة إلى المنطقة، أو ربما وافدة إلى كوكب الأرض برمته!

نعود نحن إلى الأرض بدل أن نطير ونسبح في الأوهام، ونقول بكل وضوح وبناءً على ما توصلنا إليه من غاية بناء أبي الهول بأن الأهرامات مع أبي الهول هي محطة تخزين ومعالجة مياه متكاملة، إنها صرح علمي ضخم مثير للذهول بحجمه ودقة بنائه والعلوم التي استند إليها، ونجد في ذلك إعجازاً أهم وأكبر من جعلها هدفاً للخرافات والتهيؤات الجامحة. لقد كان العرب القدماء أصحاب علوم عظيمة استخدموها على أرض الواقع، ولم يكونوا مراهقين من أصحاب الخيالات ولا هم قوى من كواكب أخرى ولا حضارات أطلانطس مندثرة!، إننا نترك مثل هذه الافتراضات لأفلام الخيال والفانتازيا، وليس لكتب التاريخ والبحث العلمي.

لنفهم آلية عمل الأهرامات كوحدات في منظومة متطورة لمعالجة المياه، دعونا ننظر في تركيب أي جهاز تنقية مياه اليوم، يقول المختصّون في تكنولوجيا المياه: “تشتمل منظومة معالجة المياه لتكون صالحة للشرب على ثلاثة مراحل أساسية هي: الترسيب، الترشيح، والتعقيم.

الترسيب: هو معالجة مادية بسيطة تسبق تطبيق معالجات التنقية الأخرى كالترشيح والتطهير، حيث يعمل على إزالة الجسيمات الصغيرة العالقة غير المرغوب فيها (كالرمل والطمي والطين) وبعض الملوثات الحيوية تحت تأثير الجاذبية، فكلما بقيت المياه راكدة، ترسّبت المواد الصلبة والجراثيم في القاع. تساعد إضافة المواد المسببة للتخثر في تسريع عملية الترسيب. المواد الكيميائية الثلاثة المستخدمة لهذا الغرض هي كبريتات الألمنيوم وكلوريد البولي ألمونيوم (المعروف أيضا باسم PAC أو الشبة السائلة) وكبريتات الحديد. بعض النباتات مثل صبار الكمثرى الشائك، والفول وحبوب الفاصوليا قد استخدمت بشكل تقليدي كمواد طبيعية تعمل على التخثر للمساعدة في ترسيبب المياه.

الترشيح: المرشحات هي الجزء الأهم في فلتر مياه الشرب ويطلق عليها البعض مصطلح شمعات التنقية، ولكل مرشح استخدام مختلف ونبدأ دائماً بمرشحات الشوائب التي تتكوّن من ألياف قطنية والمرشحات الكربونية وأخرى للتناضح العكسي. يستخدم لهذا الغرض تقنيات ترشيح مختلفة من امتزاز أو تبادل أيوني، وتستخدم لذلك مرشحات ذات مسامات لها نصف قطر صغير. ولإزالة الشوائب الفيزيائية الصلبة يستخدم عدد من المواد كمرشحات مثل الحصى والرمل للأجسام الكبيرة، أما الأجسام الأصغر فيستخدم لها وسائل الترشيح المستدق والمرشحات الميكروية، والتي من خلالها تبقى عليها العلائق بعد الترشيح. في حال اضطر الأمر يتم استخدام وسائل الترشيح النانوي أو التناضح العكسي (الاسموزية العكسية).

التعقيم: تعقيم المياه هو العملية التي يتم فيها قتل الأحياء الدقيقة والفيروسات المسببة للأمراض وهذه العملية خاصة بمعالجة مياه الشرب. وفي معظم البلدان يُطلب من إمدادات المياه العامة الحفاظ على مستوى معين من التعقيم في جميع أنحاء نظام التوزيع والذي يُتوقع أن تبقى المياه فيه لعدة أيام قبل أن تصل إلى المستهلك. وبعد إدخال أية مادة كيماوية معقمة تُخزن المياه في خزانات خاصة مؤقتة تُعرف بخزّانات التطهير وذلك للسماح للمادة الكيميائية المضافة إتمام عملية التعقيم. تنقسم طرق التعقيم إلى قسمين وهما: طرق كيميائية: أهمها الكلور والأوزون وثاني أكسيد الكلور والكلورامين، وطرق فيزيائية: أهمها الحرارة والأشعة فوق البنفسجية.

الخزّانات: الغرض منها عزل المياه التي تم إجراء المعالجة لها عن الماء الملوث، وهي مختلفة الأحجام بحسب الكمية المطلوب معالجتها من الماء.

المضخّات: تُستخدم لضبط الضغط التناضحي مع الأغشية شبه النفاذة داخل فلاتر المياه التي تعمل بنظام التناضح العكسي ووظيفتها الرئيسية ضبط مقياس الميل في المحلول لسحب المياه”.

إننا وبنظرة على أي جهاز تصفية مياه اليوم سنجده مؤلفاً بوضوح من أربعة أجزاء رئيسية هي خزان ضغط + ثلاثة أسطوانات لإجراء عمليات تصفية المياه بشكل نموذجي ومتسلسل، بنفس الطريقة فإننا لو نظرنا إلى أبي الهول ومن ورائه الثلاثة أهرامات، فإننا سنكون أمام محطة نموذجية متكاملة لتخزين ومعالجة المياه، فأبو الهول هو السدّ التخزيني الذي قام باستيعاب مياه فيضان نهر النيل + حوّل مساره لحماية الدلتا.

أما الأهرامات الثلاثة فهي بالترتيب: وحدة التجميع للترسيب، ثم وحدة الترشيح والتنظيف، ثم وحدة الحوض النهائي للتعقيم، ثم نجد بنهاية حوض التعقيم الذي هو الهرم الأخير مجموعة أهرامات مدرجة صغيرة هي ببساطة خزانات تجميع المياه الصالحة للشرب بنهاية المراحل الثلاث.

لكن هنا نصطدم بمعلومة أخرى جرى خلقها في مراكز الاستشراق وتعميمها وهي لا صحة لها ولا أساس سوى أنهم رأوا هذه التسميات على حجارة كل هرم، فاعتقدوا أيما اعتقاد، أنها أسماء ملوك مصريين كانوا مصابين بجنون العظمة والنرجسية إلى درجة أنهم كلفوا آلاف العمّال وأنفقوا أموالاً طائلة وتحمّلوا مشقة تشييد هذه الأهرامات بكل عظمتها وثقل حجارتها، لماذا؟ لكي يتم دفنهم فيها!

نعم هذا ما تفتقت عنه عبقرية المستشرقين الآثاريين والعالمين ب”المصريّات”، بأن كلاً من “خوفو”، و”خفرع”، و”منقرع” .. إنما هم ملوك من المجانين بنوا لأنفسهم مقابر خالدة!..

في الحقيقة إن خوفو وخفرع ومنقرع هي حرفياً تسمية مراحل معالجة المياه باللغة العربية، فكيف ذلك؟ لنقرأ:

خوفو Khufu: أصلها كوفو لأن العرب من إحدى لهجاتهم القديمة لفظ الكاف خاء، وهي الكنعانية . هي لهجة عربية من بين اللهجات العربيات.

كوف بالعربية تعني جمع. كوَّفه: جمعه. الكُوفة: المجمع والرملة المجتمعة، وهي أيضاً اسم لمدينة بالعراق.

إذن كوفة، التي صارت خوفو، هو ببساطة مجمع الماء الأول حيث يتم الترسيب.

خفرع Khaffre: وأصلها كفري ويقول الباحثون بأن أصل كتابتها “خفري” Khaphre وليس “خفرع” ولا ندري من الذي أضاف النهاية “رع” لهذه التسمية.

الكلمة من “كفّر” بالعربية وتعني غسل، طهّر، مسح. وهي التي صارت كفّارة بمعنى التطهّر من الذنب.

بالسريانية: كفرو: مسح، غسل، طهّر، نظّف، ومن هذه الكلمة جاءت “كافور” وتعني مطهّر وفعلاً فإن زيت الكافور يُعتبر مطهِّراً.

إذن إن هرم “خفري” هو ببساطة وحدة التكفير، الترشيح والتنظيف.

منقرع Mankaure: وأصلها منقر ويقول الباحثون بأن أصل كتابتها “منقري” Mankaure وليس “منقرع” ولا ندري أيضاً من أضاف النهاية “رع” لأصل الاسم.

المنقر بالعربية: بئر كثيرة الماء بعيدة القعر، والمنقر أيضاً الحوض. (لسان العرب).

إذن إن هرم “منقري” هو ببساطة حوض تجميع المياه من أجل تعقيمها، وبجانبه خزانات صغيرة هي خزانات تجميع المياه النهائية الصالحة للشرب.

إن ما روته المستكشفة الأميركية من أنها وجدت صخوراً وطمياً وأغشية بيضاء غريبة تحت الهرم هو دليل واضح بأنها رأت أجزاء باقية من منظومة فلترة المياه.

لكن أين المضخات؟ نعتقد بأنها ما تزال موجودة هناك في الأنفاق تنتظر من يكتشفها، تحت الأهرام وأبي الهول، ومن اللافت بأن السوريين ما يزالون حتى اليوم يطلقون على مضخّات المياه تحت الأرض اسم “الفرّامات”، وهي التي انتقلت إلى اليونانية بلفظ الفاء P وصارت Piramis، ثم باللغات كلها صارت Pyramids.

نقرأ في لسان العرب: المُفرم: من الحياض المملوء بالماء. ففرّامات = Pyramids هي أحواض الماء فعلاً.

مقطع من موسوعة نينورتا التاريخية، اللغة الأم. أحمد داوود، ونينورتا أحمد داوود.

الحلقة الرابعة من الملف الجيني للبشر العاقل. أهم نتائج الدراسات على هابلوغروب الميتوكوندريا:

22 مارس، 2023

يعقوب ليس إسرائيل، وبنو إسرائيل ليسوا آل يعقوب. كيف ميز القرآن بينهما بوضوح؟ حقائق جديدة يجب أن نشرحها. من هم بنو إسرائيل؟

22 مارس، 2023