الصافات والمصفوفات، والملائكة ذوي الأجنحة، نظام البرمجة الكونية المذكور في القرآن، هل نجدها في نقوش عرب وادي النيل؟

من موسوعة نينورتا التاريخية – الجزء الثاني – اللغة الأم. لأحمد داوود ونينورتا أحمد داوود.

إذن، فالمصفوفات هي أساس علم البرمجة، ويصفون المصفوفة اليوم بأنها رموز رقمية أو حرفية تكون بين قوسين أو هلالين. يقولون أن لعلم المصفوفات جذوراً تعود لما قبل الميلاد، وهذا صحيح. فقد تفاجأنا بوجود شكل هذه المصفوفات ذات الخانات بين قوسين أو بين هلالين من ضمن نقوش الرسوم القديمة في مصر وادي النيل، وسنجدها مجموعة رموز تنضم داخل قوسين تماماً كأنها مصفوفات كما هو واضح بالشكل.

وهنا لا بد لنا من الوقوف عند “الصقر” و”جناحي الصقر” في رموز مصر القديمة، إذ من الملاحظ أنهم كلما رسموا صقراً أو جناحي صقر منبسطَين، فهذا النص غالباً إما يتحدث عن مصفوفة، أو يضم بين جناحيه مصفوفات، وهذا يجعلنا نعود لمعنى “جناح” بالعربية التي تعني “كل ما وُضع في نظام، كل ما صُفّ في ترتيب محدَّد” كما نجدها في لسان العرب، وهو يقابل بلغتنا اليوم “البرنامج” الذي يتضمن منظومة معيَّنة من المصفوفات لتشغيل شيء محدَّد.

إن الصقر وجناحيه كان رمزاً ل”برامج إنشاء أو خلق أو تشغيل” لدى العرب القدماء، إنه بلغتنا اليوم “نظام تشغيل”، أو منهج علمي يتحدث عن اختصاص محدد.

ومن الملفت أنّ كلمة “جبْر” من معانيها بالعربية: المعالجة والإصلاح والترميم، من هنا نفهم لماذا أطلقوا على “عقل الكومبيوتر” تسمية “المُعالِج”، يقول عنه المهندسون: “يُعدّ المُعالج من أهم العناصر الموجودة داخل جهاز الكمبيوتر، حيث يعتبر بمثابة العقل في الإنسان، حيث تتيح وحدة المعالجة المركزية للمستخدمين القيام بكافة العمليات على الكمبيوتر، بما فى ذلك تصفّح الويب، وممارسة الألعاب، واستخدام البرامج وغيرها من الأمور، حيث يعتبر هو النواة التى تقوم عليها أية عملية فى الكمبيوتر، إن وحدة المعالجة المركزية CPU‏ أو المعالج  هي إحدى مكونات الحاسوب التي تقوم بتفسير التعليمات ومعالجة البيانات التي تتضمّنها البرمجيات”.

“الخوارزمي عالم كبير من علماء العرب، فهو مبتكِر مفهوم (اللوغاريتمات) في الرياضيات وعلم الحاسوب الآلي، وصاحب كتاب (الجبر والمقابلة)، ومكتشف قيمة الصّفْر، اسمه بالكامل أبو عبد الله محمد بن موسى الخُورازمي القُطْربُلي نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد. استطاع العالم الكبير الخوارزمي إنجاز معظم الأعمال التي قام بها خلال حياته في الفترة الواقعة ما بين عامي 813 م و833 م، في مكتبة دار الحكمة التي قام بتأسيسها الخليفة المأمون وعيّن الخوارزمي على رأس خزانة كتبه”. (عبد العزيز فرج عزو، الخوارزمي واضع أسس علم الحاسوب، صحيفة شباب مصر).

إذن فهمنا الآن لماذا أطلق العرب على أساس هذه المعالِجات الرقميّة تسمية “علم الجبر”، بالتأكيد هذا ليس محض صدفة لغوية. إن علم “الجَبْر” بكل دقة هو علم معالجة البيانات، هو باختصار “العقل الالكتروني”.

إن نقوش العرب القدماء الذين تركوا لنا العلوم في رسومات وشروحات حولها المستشرقون إلى خرافات مضحكة وتفاسير مبتذلة، كهذا النقش الذي نجد فيه بوضوح الجناحين (رمز منظومات البرمجة) يحتضن المصفوفات (رموز بين هلالين)، تجعلنا نعيد النظر بكل ما وصل إلينا من شروحات سواء لهذا التراث العلمي العظيم، أو لجهة تفسير القرآن الحالي والبعيد تماماً عن لغة العلم الذي أصبح في عصرنا بمتناول الجميع، واللغة العربية، التي هي لغة هذه العلوم والنقوش والنصوص، تدلنا على المضمون الذي يجب علينا فهمه وإدراكه، إنها اللغة الأم، وبدلاً من أن تخلق مخيلتنا مفاهيم لكائنات مجنحة حين نرى، أو نقرأ صورة أو كلمة (جناح)، دعونا نغوص داخل المعنى أكثر لنكتشف حقيقة الأجنحة المقصودة، إذ أن الجناح بالعربية كل ما جعل في نظام، وكل ما نظم نظماً كالدرّ، إنها باختصار (منظومات) فائقة التعقيد والتكوين يقوم عليها خلق كل شيء من برامج تشغيل الكومبيوتر إلى الخلق الحيوي وشيفراته المعقدة.

العلوم العظيمة في القرآن الكريم: الحلقة الأولى: علوم برمجة الكومبيوتر، الصافات والمصفوفات:

24 أغسطس، 2021

العلوم العظيمة في القرآن الكريم، نظرة جديدة على حقيقة الآيات والرموز. الحلقة الثانية: علم "البقرة"، هل هي حقاً بقرة الحقل؟ لماذا طلب الرب من النبي موسى أن يطالب قومه بذبحها؟ ما هي هذه "البقرة" حسب مواصفاتها؟..

24 أغسطس، 2021