العلوم العظيمة في القرآن الكريم، نظرة جديدة على حقيقة الآيات والرموز. الحلقة الثانية: علم “البقرة”، هل هي حقاً بقرة الحقل؟ لماذا طلب الرب من النبي موسى أن يطالب قومه بذبحها؟ ما هي هذه “البقرة” حسب مواصفاتها؟..

من موسوعة نينورتا التاريخية – الجزء الثاني، اللغة الأم. لأحمد داوود و نينورتا أحمد داوود.

دعونا نفكر الآن بما أوتي موسى من علم عظيم، هو “البقرة الصفراء”، ما هي هذه ال”بقرة”؟ نقرأ في الآيات:

}وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنَ لَّنَا مَا هِي قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ اللّه لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الاْرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَرَأْتُمْ فِيهَا وَاللّه مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللّه الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{ (البقرة:67 – 73).

دعونا الآن نفنّد هذا الحوار:

  • جاء أمر إلهي ب”ذبح بقرة”، هذا يعني لغةً أن هناك علماً عظيماً على البشرية أن تفتح فيه فتوحاً. كنا قد شرحنا سابقاً أن من معاني “الذبح” باللغة العربية هو الشق والفتح. وليس النحر كما نفهمه اليوم.
  • إن حديث الناس مع موسى يبين بلا لبس ولا غموض أنه لا يتحدث عن البقرة الحيوان التي نعرف، الدليل أنهم قالوا له: أتهزأ بنا؟ هل من المعقول أن يأتي أمر إلهي بذبح بقرة؟!، إن الله أكبر وأعظم من ذلك، لكن المفارقة هو أن التفسير الشائع اليوم للآيات هو منتهى الاستهزاء بالعقول وبالخطاب الإلهي.
  • أكد موسى للناس بأنه لا يتحدث عن جهل، وهذا دليل على أن تفسير البقرة ببقرة الأرض هو منتهى الحمق والجهالة، وهو بهذا يؤكد لهم بأنها حقاً علم عظيم، فطلبوا منه أن يصف هذا العلم بدقة.
  • بدأ موسى بشرح مواصفات هذا العلم العظيم: إنها لا صغيرة ولا كبيرة، لونها أصفر فاقع، منظرها يسر النظر، إنها ليست مخلوق يدب على الأرض، صافية لا عيب فيها ولا عكر.
  • إن تلاميذ موسى استوعبوا علم ال”بقرة” وبدأوا بفتح الفتوحات العلمية فيها “ذبحوها”، ومن جملة استخدامات هذا العلم هو قدرتها على إحياء الميت (اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى).

الآن نقولها بكل وضوح بأن البقرة المذكورة بالقرآن والموصوفة بالتفصيل هي الطاقة الكهربائية، إنها الكهرباء.

الكهرباء حقاً ليست مخلوقاً حيوانياً، إنها طاقة، صافية لا عكر بها، يجري تيارها عبر أسلاك وهي بالتالي لا تدب على الأرض فعلاً، وضوء الكهرباء هو فعلاً ضوء أصفر شديد التوهّج (صفراء فاقعٌ لونها) يظهر ضمن الحبابة الشفافة (اللمبة أو المصباح الكهربائي)، وهو متعة وراحة للبصر فعلاً (يسُرّ الناظرين).

أما عن قدرة الكهرباء على إحياء الموتى، فهي ما يُعرف طبياً اليوم ب”صدمات القلب الكهربائية” إذ يتم استخدام جهاز خاص يقوم بضرب القلب بالكهرباء لإعادة النبض أو تنظيمه وهذا معنى آية (اضربوه ببعضها).

بما أن موسى أوتي هذا العلم وقام بتعليمه لتلاميذه، فمن الطبيعي أن تبقى الكلمات العربية في مصطلحات الكهرباء، ولو أن الغرب قد سرق هذه العلوم من العرب وادّعاها لنفسه تحت مسمى أديسون وغيره الذي لم يكن سوى لص من لصوص المخطوطات والاختراعات العربية كغيره من اللصوص والسماسرة، إلا أن أديسون وغيره من هؤلاء اللصوص لم يقوموا بتسمية ما سرقوه بل أبقوا عليه كما هو ذلك لأنهم أصلاً لا يتحدثون العربية ولا يفهمونها.

الكِترا، Electricity، الكِترون، Electron: بالسريانية من قِتِرا وتعني: مصباح، قنديل، شجرة عظيمة على النهر، قتر، متكبّر، عالي.. وما يزال العرب يقولون للشدة العالية من الكهرباء “توتّر عالي”.

بالعربية الفصحى القترة هي عين التنّور، وتكون ملتهبة متوهجة.

القترة صارت Ecectricity، أما الكترون فهو الجزء المتناهي الصغر من القترة وأصله بالعربية القترون أي المصباح الصغير، المنير الصغير، وهو مادّة الكهرباء التي بانتقالها من قطب لآخر تولّد التيار الكهربائي، من الملفت أننا نرسم الالكترونات بشكل سهام صغيرة محدّدة التوجّه، وبالعربية الفصحى فإن الأقتار: سهام صغار (لسان العرب)، إنه أمر مذهل حقاً. صيغة الواو والنون لنهاية الاسم هي صيغة تصغير باللغة العربية، والقترون صار Electron.

أما اللمبة Lamp فأصلها بالعربية الحُبابَة، وحُبابة الضوء بالعربية المصباح الضوئي، أو المصباح المتوهّج، ولو سألنا أي عربي ما هي مكونات المصباح المتوهج فإنه سيبدأ بالحُبابة الزجاجية التي تحتوي على السلك وفتيلة الاشتعال، والقاعدة التي توصل السلك بالدارة الكهربائية وتدعى القتير المركزي، شرحنا معنى قترة والقتير مشتقة منها وتعني موصل القترة وهذا دليل آخر على أن كلمة electricity كلمة عربية.

أما بالسريانية فهي الحبّة، والفعل أحبّ: أوقد، أضرم، ألهب، أشعلَ.

حوبّا: حب، محبة + لهيب، توهّج، شعلة + حرّ، حرارة.

من المعروف أن إضاءة المصباح ناتجة عن ارتفاع حرارة الفتيلة التي غالباً تكون من معدن التنغستين بسبب مرور التيار الكهربائي، إذن فالحبّة هي عبارة عن حرارة وتوهج فعلاً. الحبّة صارت لمبة بالعامّية وهو أمر معروف حين يقلبون الحرف قبل حرف الباء إلى ميم لفظاً، ولمبة صارت Lamp باللغات الأجنبية.

نعود إلى النقوش العربية في آثار مصر وادي النيل القديمة لنجدها تحتوي من جملة ما تحتويه من علوم عظيمة على “أتوم” Atum”، يقول عنه الدارسون للنقوش المصرية في الغرب:

“إن اسم أتوم يُعتقد بأنه مشتق من “تم” والذي يعني أتم أكمل أنهى (بالعربية – المؤلف). لذلك نعتقد بأنه يعني الكامل ومنهي العالم والذي يعود للفوضى المائية بنهاية دورة الخلق. واعتبر أتوم كأول رب، وهو رب الخلق بأسطورة الخلق التي وجدت في هليوبوليس، أوجد نفسه بنفسه جالساً على تل البن بن، ومن المياه البدئية (نو) ظهر، ومن خلال (الاستمناء!) قدّم الصفة الأنثوية المتأصلة (المتضمنة) بداخله، كما اتحد بظله. أتوم هو إله ذاتي الخلق، أول الكائنات الناشئة من الهاوية Abyss، الذي وجد قبل المخلوقات، وهو أول الأجداد the Ogdoad (من الواضح أنها كلمة عربية – المؤلف)، الآلهة القدامى. إنه منتوج الطاقة والمادة الموجودة في الخواء Chaos (Chaos خاوس هو الفوضى، التشوش، الهباء، الهيولى، اللا تكوّن، ومن الواضح أنها كلمة عربية هي الخواء – المؤلف)، خلق أبناءه، الآلهة الأوائل، من باطن الوحدة. أنتج من عطاسه، وربما من منيه (!)، شو Shu رب الهواء، وتفنوت Tephnut إلهة الرطوبة. الأخ والأخت محاطان بالمياه البدئية خرجا لاستكشافها واختفيا في الظلام، لم يحتمل خسارتهما، فأرسل أتوم رسولاً نارياً هو عين رع لايجاد أبنائه، ومن دموع فرحه بعودتهما خلق الجنس البشري”.

إننا لا نحتاج كثير عناء لنفهم بأن أتوم ما هو سوى الذرّة، وهي علمياً الجزء المتناهي الصغر الذي لا يمكن تقسيمه، وهي Atom باللغات الأجنبية وكل ما هو ذرّي هو Atomic، فمن أين جاءت التسمية؟

بالسريانية: أطيما: مصمت، قوي، مسدود، ثابت، ضيق، كثيف، مادّي، خفيف، حقير، صغير.

أطوما: ذرّة، جسم.

بالعربية الفصحى: الأطُم: حصن مبني بحجارة، وهو كل بيت مربَّع مسطَّح، والجمع القليل آطام، والكثير أُطوم، والواحدة أطمة، والأطيمة موقد النار، وقيل الأطوم: البقرة (لسان العرب لابن منظور).

هل هناك وضوح أكثر من ذلك لمن يريد أن يفهم حقيقة “البقرة” الواردة في القرآن الكريم؟ إنها علوم الذرّة وما ينتج عنها من طاقة.

إن الكهرباء هي نوع من الطاقة نتيجة تدفّق الإلكترونات. وتتكون كل المواد من ذرات، وتملك كل ذرة في وسطها نواة، تحتوي النواة على جسيمات مشحونة إيجابيًا تسمى بروتونات وعلى جسيمات غير مشحونة تسمى نيوترونات، تحاط نواة الذرة بجسيمات مشحونة سلبيًا تسمى الإلكترونات، تساوي الشحنة السالبة للإلكترون الشحنة الموجبة للبروتون، ويتساوى عادةً عدد الإلكترونات مع عدد البروتونات في الذرة. عندما تضطرب القوى المتكافئة بين البروتونات والإلكترونات بسبب قوة خارجية، تفقد أو تكتسب الذرة إلكترونات. عندما تفقد الذرة إلكترونات، تشكل حركة هذه الإلكترونات تيارًا كهربائيًا.

إذن علم “البقرة”، أو الأطوم باللغة العربية، هو علم الطاقة الكهربائية والذرية، والنبي موسى – العالم، قام بتعليم قومه هذا العلم العظيم وطلب منهم أن يفتحوا فيه فتوحات علمية، وهذا هو “ذبح البقرة الصفراء”.

الصافات والمصفوفات، والملائكة ذوي الأجنحة، نظام البرمجة الكونية المذكور في القرآن، هل نجدها في نقوش عرب وادي النيل؟

28 أغسطس، 2021

العلوم العظيمة في القرآن، الحلقة الثالثة: الناقة. هل هي حقاً ناقة الصحراء كما جرى تفسيرها؟، أم علم صناعة المركبات؟، وهل نجد المركبات في تراث العرب الأثري والمكتوب؟ كيف حافظت التسميات الأجنبية على الأسماء العربية نفسها؟..

28 أغسطس، 2021