العلوم العظيمة في القرآن، الحلقة الثالثة: الناقة. هل هي حقاً ناقة الصحراء كما جرى تفسيرها؟، أم علم صناعة المركبات؟، وهل نجد المركبات في تراث العرب الأثري والمكتوب؟ كيف حافظت التسميات الأجنبية على الأسماء العربية نفسها؟..

مقطع من موسوعة نينورتا التاريخية، الجزء الثاني، اللغة الأم. لأحمد داوود ونينورتا أحمد داوود.

ثانياً – ما أوتي النبي صالح من علم عظيم، علم “الناقة“، فما هي حقيقة هذه الناقة المذكورة بالقرآن؟:

 لنقرأ الآيات التي تحكي قصة “الناقة” في سورة هود: }وَيَا قَوْمِ هَذِهِ ناقةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُل فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوها بسوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَريب (65) فعَقروها فَقَال تمتَّعواْ في دَارِكُمْ ثَلاثةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوب{.

وفي سورة الشعراء: }مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157){.

ولنطرح هذه التساؤلات:

  1.  لماذا دُعيت هذه الناقة في النص القرآني ب “ناقة الله”؟، وما هو الغرض من منع الناس من أن يمسّوا هذه الناقة بسوء؟
  2.  إن هذه “الناقة” – “ناقة الله” فعلياً لا بد أن لها غاية عظيمة لكي يُمنع عنها أذى الناس، فما عساها تكون هذه الغاية الكبيرة من الناقة؟
  3.  إن الأذى الذي ألحقه الناس بالناقة هي أنهم عقروها، لم يذبحوها ولا أكلوها، فبينما أمر الرب الناس “بذبح” البقرة زمن موسى، نجده هنا أمرهم بعدم “عقر” الناقة، إذن ف”ذبح البقرة” كان أمراً محموداً بحسب الخطاب القرآني، ووجدنا بأنه يعني حرفياً فتح الفتوحات العلمية فيما يخص علوم الطاقة الكهربائية والالكترونية، فماذا عساه يكون المعنى الحقيقي ل “عدم عقر الناقة”؟
  4.  إن هذه “الناقة” تشرب سائلاً مختلفاً عن شراب الناس، إذن هي لا تشرب الماء بل شيئاً آخر.

سيساعدنا الخوض في بحر اللغة العربية، أم اللغات كلها، اللغة الأولى للإنسان العاقل، لغة العلوم، في فهم هذه المفاهيم بشكلها الصحيح، ولنبدأ من كلمة “ناقة” ومعانيها باللغة العربية، من لسان العرب:

الناقة: الأنثى من الإبل، وجَمَلٌ منوَّق: ذلول قد أُحسنت رياضته، وقيل هو الذي ذُلِّل حتى صُيِّر كالناقة، مصدرها نيقة، والجمع أنوق.

وناقةٌ منوَّقة: عُلِّمت المشي والسير، والنّوّاق من الرجال: الذي يروِّض الأمور ويصلحها.

المنوَّق: المُنقاد، والمُذلَل من كل شيء، والمنوَّق هو المُصفَّف، المُسكَّك والمُطرَّق.

نستنتج من هذه المعاني جميعها لكلمة “ناقة” أنها بالإضافة لأنثى الإبل، وهذا هو المعنى القريب الذي يرد للأذهان بشكل أولي، فهي أيضاً شيء مُطرَّق ومُسكَّك أي ربما هو من المعدن + أنها تسير.

قلنا وشرحنا سابقاً إن لغة القرآن هي لغة البيان بلسان عربي، أي إنها تحمل أساليب البيان والبلاغة العربيين، منها الرمزية والتورية والاستعارة، ومن هذا المنطلق كان يجب على المفسِّرين أن يبتعدوا عن المعاني الفورية السهلة للكلام القرآني، والغوص أبعد في باطن الكلمة لاستنباط دلالتها الحقيقية بعيداً عن السطحية واللا جدوى التي ملأت صفحات كتب التفاسير وساهمت بتشويه النصوص القرآنية بشكل مخيف.

لكي تتضح الصورة لنقرأ الآن معاني “عقرَ” في لسان العرب، وهو الفعل الذي نهاهم الرب عنه بحق “الناقة”:

العَقْر: ضرب قوائم البعير أو الفرس بالسيف.

يقال عقَرتُ به إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلاً.

ليعقرنّك الله أي ليهلكنّك. العقر الهلاك. عقرتَ بي أي كأنك عقرت بعيري فلا أقدر على السير.

عُقرت ركيّتهم: هُدمت. عقر الشيء لزم مكانه لا يتقدم ولا يتأخر لا يقدر على البراح ولا المشي.

إذن، إن النبي صالح قد أعطي علم شيء “يسير” ربما يكون من المعدن، وعقرُ هذا الشيء هو إفساده ومنعه من السير، فما عساه يكون هذا الشيء “المركوب” المعدني الذي يسير سوى صناعة المركَبات؟ ألسنا ما نزال نسمّي إحداها “سيّارة” حتى اليوم؟ وأليس وقود هذه المركبات جميعها هو وقود سائل سواء كان بنزين أو مازوت؟ وهذا هو “شراب الناقة” المختلف عما يشربه الإنسان؟.

إن الناس زمن النبي صالح قد عرفوا بفضل هذا العلم العظيم الذي عُلِّمه صالح ليعلّمه للناس كيف يصنعون المركَبات (الناقة – المركوب – المنقاد بمقود باللغة العربية)، وحين “عقروا الناقة” بمعنى أنهم أفسدوا المركبة ولم تعد صالحة للسير ندموا ولم يقدروا على مغادرة المكان الذي كان على ما يبدو يحدق به خطر ما، فهلكوا.

ما هي هذه المركبات المصنوعة من المعدن المطرق والمسكك (الناقة)؟ إنها السيارة، الباص، القطار، الطائرة.. والمذهل أكثر من هذا وذاك، أن الأساطير العربية التي وجدت في الإرث اليوناني – العربي، والتي دعاها الباحثون في الغرب بالأساطير الإغريقية، نجدها تتحدث وبكل وضوح عن مركبات فضائية، تماماً كالتي نعرفها اليوم، وهذا نموذج من أسطورة عن “أبوللو” تتحدث عن “عَرَبة الآلهة”، أليس هذا العنوان هو طبق الأصل مصطلح “ناقة الله” الوارد في القرآن؟ لنقرأ الأسطورة العربية – اليونانية التي تتحدث عن مركبة الآلهة:

“لمح أبوللو ولدَه فيتون وقد خطفت الأضواء بصرَه وأخذه المنظر العجيب، وهتف يقول لأبيه: أوه يا نور السموات والأرض، إن كنتُ حقاً ابنك فزوّدني ببرهان أقدّمه للناس حين أقول إني أنا ابن أبوللو.

أبوللو: برهان؟!

فيتون: نعم يا أبي، هَب لي أن أسوقَ محفّة الشمس يوماً واحداً بدلاً منك.

أبوللو: وي فيتون! أيُّ طلب هذا!.. أنت صغير، ثم إنك بشري من بني الموتى!

فيتون: كلا كلا لا بد أن أسوق محفة الشمس من المشرق إلى المغرب ليراني التلاميذ.

أبوللو: إنها ستحرقك وتحرق التلاميذ!

فيتون: لا لن تحرقني… أنت قادر على أن تجعلني أحتمل كل شيء..

أبوللو: يا بني، إنك ضعيف صغير، والعمل الذي تطلب أن تتولاه شاقّ حتى على الآلهة، إني أقوم به والرعب يملأ قلبي، إن سيد الأولمب نفسه، الأكبر زيوس، تقدّست أسماؤه، لا يستطيع أن يسوق عربتي الملتهبة ذات اللظى فما بالك أنت؟، .. إن الثلث الأول من الطريق صعب المرتقى لأنه يميل قليلاً قليلاً عن خط العمود، وخيلي ترقى مزالفه بصعوبة ليس بعدها صعوبة، والثلث الثاني عالٍ شديد العلوّ لأنه يرتفع فوق قمّة العالم، حتى لأجزع أنا نفسي من أن أنظر إلى أسفل خشية من الدوار أن يلفّ رأسي حين أرى البحر المتمرد والبطاح الشاسعة والجبال الشمّ تزدلف من تحتي.. أما الثلث الأخير، فحدور شاق كمهاوي الجبل يقتضي الحذر وحصر البصر،… ولا تنسى السماء التي تجري فوقي لمستقر لها بكل ما فيها من كواكب وأجرام، فإذا غفلتُ لحظة، أو أخطأت قيادة العرَبة، جرفتني في دورتها إلى حيث لا أعلم أين تذهب.. تأمّل معي الأمر يا فيتون.. إذا أنا سمحتُ لك بقيادة العرَبة فماذا يصيبك من الهلع حين تنظر إلى الأسفل فترى الأرض تلفّ، والسباع تهمهم، والناس بالمدن، هل تستطيع حينها أن تكبح جماح الخيل أو ألا يفلت العَنان منك؟، إنك ستمر بين قرني الثور أمام الحوت، وعلى مقربة من العقرب وذراعي السرطان .. يا بني.. هل تستطيع أن تقود الخيل التي تنفث اللهب من مناخرها وأفواهها؟

وتشبث فيتون بطلبه، فانطلق به أبوللو إلى عرَبة الشمس، العرَبة العظيمة، المصنوعة من الذهب والفضة والجواهر واللآليء التي تعكس أشعة الشمس فتضاعف أضواءها..

وتلفّت أبوللو إلى الساعات المنتشرة عن جانبيه، فأمرهنّ أن يسرجن الخيل، فأطعن، فالتهمت الخيل العلَف المقدَّس وصارت بكامل عدّتها..

ونضّح أبوللو وجه ولده بطيوب إلهية وأدهان، وقطّر في عينيه قطرات ماء الأولمب لكي يتحمّل الفتى الحرارة الفائقة ويصبر على ضوء الشمس القوي .. ثم وضع على رأسه هالة النور الربّانية، وأشار إليه فاستوى الفتى على العرَبة العظمى التي تجر الشمس، وراح يوصيه: أي بني، اشدُد إليك أعنة الخيل ولا تنحرف عن شمالك أبداً وظل منتهجاً سبيل الاستواء الذي هو الدائرة الوسطى من الدوائر الخمس، واحذر أن تعلو إلى الدائرة العليا أو تسفل إلى الدائرة السفلى، ولا ترتقِ معارج السموات فتصيب مساكن الآلهة، ولا تهوِ قريباً من الأرض فتجعل كل ما فيها هشيماً، فإذا أفلتت الأحزمة من يديك فظل حيث أنت ولا تذهب مذاهب شتى في رحب السماء.. “. (درّيني خشبة، أساطير الحب والجمال عند اليونان، المجلد الأول، ص163 أسطورة يوم قيامة وطيش فيتون).

من الواضح أننا أمام واحدة من أهم الأساطير العربية العلمية وهي مذهلة فعلاً، وهنا سنتوقف عند تفاصيل هذه الرحلة السماوية في عرَبة الشمس وندقق في أوصافها ونناقشها علمياً:

  1.  إن هذه المركبة التي يقودها أبوللو دعاها العرب القدماء في الأسطورة عرَبة الشمس لأنها تتوهج بشدة ومن الواضح أن هناك احتراقاً يحدث تماماً كقرص الشمس الملتهب.
  2.  إن المركبة مُنارة بشكل واضح وبهي لدرجة أن فيتون خُطف بصره من الانبهار، وهنا نحن لسنا أمام أضواء عادية لأحجار كريمة بل من الواضح أنها أضواء كهربائية ساطعة وذكرنا بأن العرب عرفوا الكهرباء والإنارة الكهربائية.
  3.  من الواضح بأن هذه المركبة تصعد صعوداً نحو السماء بدليل أن كل ما تحتها يبتعد ويصبح المشهد أبعد وأوسع لدرجة مفزعة ومهيبة.
  4.  إن المركبة تحتاج لوقود مشتعل لكي تنطلق، وهو فعلاً ما تستخدمه اليوم جميع المركبات، دعت الأسطورة هذا الوقود ب”العلَف المقدَّس”، أما قوة المحركات فدعتها بالخيل، أو الأحصنة، وما يزال العرب حتى اليوم يعادلون قوة المحركات بقوة الحصان فيقولون هذه المركبة بقوة 400 حصان أو أكثر أو أقل، وتدعى بالعلوم الميكانيكية العربية بتعبير “القوة الحصانية”. إذن نحن هنا لسنا أمام خيل عادية بل محركات ذات قوة حصانية كبيرة بدليل أن الأسطورة تصف هذه الخيل بأنها تنفث النار أي أنها محركات تحرق الوقود وتشتعل.
  5.  حين أعطى أبوللو الأوامر ببدء عملية الإقلاع، كان جالساً محاطاً بساعات منتشرة، هو فقط أعطى الأوامر لهذه الساعات بحسب الأسطورة، وهي ليست سوى العدّادات والأزرار التي تملأ حجرة القبطان سواء في الطائرة أو المركبة الفضائية التي نراها اليوم فعلاً وهي تشبه الساعات فعلاً.
  6.  إن أبوللو حمى فيتون بأدهان مقاومة للحرارة، وحمى رأس فيتون ب”هالة النور الربّانية”، وهي ليست سوى ترجمة رديئة ل”خوذة الرَّبَّان”، والعرب يقولون لقائد المركبة رَبّان السفينة حتى اليوم، إنها ببساطة خوذة رائد الفضاء التي يلبسونها للحماية من الحرارة العالية حين تخترق المركبة الغلاف الجوي ويصبح رائد الفضاء وجهاً لوجه أمام أشعة الشمس الحارقة، ولتأمين التنفس.
  7.  أوصى أبوللو ابنه بأن يلتزم بالمسار الأوسط وحذّره من أن يبتعد أبعد من الطبقة القصوى من الغلاف الجوي فيسحبه الفضاء بعيداً ويفقد السيطرة، وهذا دلالة واضحة إلى فقدان الجاذبية بمرحلة معينة.
  8. إن أبوللو أكد على أنه في حال فقد فيتون السيطرة فلا يجب أن يفعل شيئاً سوى أن يبقى مكانه، وهذا دليل على أن المركبة ستبقى تدور حول الأرض ضمن مدار معين ولن تؤثر فيها الجاذبية هناك، وهذا هو مبدأ المكوك، أو الستالايت.

إننا باختصار أمام رحلة مكوك الفضاء.

دُعي أبوللو برب الشمس Helios God باعتباره يقود عرَبة الشمس، فهم من ذلك الباحثون بالغرب بأن أبوللو يقود الشمس من المشرق نحو الغروب!، لكن الأمر هو أبعد وأهم وأخطر من هذا الإدراك المحدود بمراحل كبيرة جداً كما رأينا، وإن العرب، وحدهم، حين إتقانهم للغتهم العربية التي هي أم اللغات ولغة الإنسان العاقل الأول، سيفهمون مغزى الأساطير والقصص والآيات في التراثين المادي والروحي للإنسان العاقل الأول. وذكرنا سابقاً بأن هيليوس Helios والتي قالوا إنها الشمس بالإغريقية ما هي إلا “هالة” بالعربية وتعني الشمس، لكنها بالأسطورة لا تعني قرص الشمس المحترق الذي يطلع في النهار ويغرب في الليل، فالشمس باللغة العربية تعني أيضاً: شردت الدابة وجمحت، والشَّموس من الدواب: الذي إذا نُخس لم يستقر وقد توصف به الناقة.

أليس هذا مذهلاً؟!، لقد أعادتنا اللغة العربية إلى “الناقة” تماماً كما أعادتنا كلمة أطوم العربية إلى “البقرة”.

إذن الشمس بالتراث السوري العربي القديم والذي انتقل معهم إلى اليونان ثم بلاد الغرب والشرق ليست قرص الشمس، إنها “الناقة” التي ذُكرت في القرآن والتي أُعطي علمُها للنبي – العالِم صالح، إنها المركَبة التي تجمح بحركتها والتي لا تستقر أي أنها شديدة الجريان لا تهدأ، ولا نعتقد أنها صدفة أن ناسا دعت برنامج الرحلات الفضائية باسم أبوللو وقامت بتسمية المركبة الأولى أبوللو.

ذكرنا بأن أبوللو هو اسم عربي هو أبيل ويعني الشيخ، الرئيس، وكان لقب عيسى المسيح أبيل الأبيليين (لسان العرب)، وقلنا إنها بالسريانية بولو وتعني أمير، وأكروبوليس هي عقر الأبيلين أي دار الأمراء أو كما نقول اليوم مجلس الوزراء.

ولا نجد هنا أهم مما دعاه هؤلاء القاصرون علمياً “معبد سيتي في أبيدوس” في وادي النيل، لنبيّن حجم التزييف وتسطيح العقول الذي وقع هذا التراث العلمي العربي ضحية له، فماذا يخبيء لنا هذا “المعبد”؟:

  • أبيدوس، Abydos: يقولون عنها: “هي واحدة من أقدم المدن في مصر القديمة العليا، بين أسيوط والأقصر، وهي من أهم المدن الأثرية، اسمها المصري عبدو Abdu لكن الانكليز دعوها أبيدوس على أساس أنه اسم إغريقي (انظروا لحجم التزوير – المؤلف)، من أشهر معابدها معبد سيتي الذي يشتهر بالنقوش الفينيقية الآرامية (العربية بكلام أدق – المؤلف) المكتوبة على جدرانه، أما النقش الأكثر جدلاً الذي وجد في معبد سيتي فهو نقش حجري تبرز فيه صور لمركبات حديثة هي هيلوكبتر، غواصة بحرية، طائرة ومنطاد، يفسرها بعض الآثاريين بأنها نتيجة خطأ كتابي، أو تشويه وقع في كتابة النص الهيروغليفي”.

الطريف بالأمر أن المصريين احتفظوا بحقيقة هذا المكان في تسمية قديمة له هو “العرَبة المدفونة”، نعم هذا اسمه، ويُدعى أيضاً عرَبة عبيدو، وما يزال المصريون حتى اليوم يدعون السيّارة “عربيّة” أي عرَبة حتى اليوم.

يعتقد البعض من المصريين بأنها العرّابة المدفونة وليست العرَبة المدفونة لأنهم فقدوا الصلة بحقيقة هذا التراث، واسمها الآخر بيلينا.

سنشرح من أين جاءت تسمية “بلينا” لاحقاً والتي صارت Plane بالانكليزية، وبالمناسبة فإن جميع التسميات بالعربية لها جذر وفعل، فكلمة “طائرة” أصلها طار يطير وجذرها “ط ي ر”، أما الكلمات باللغات الأخرى التي تدل على المركبات مثل “Plane” وتعني طائرة فليس لها أي جذر، بل إن الفعل هو Fly يطير، فمن أين جاءت Plane؟

وأما عبيدو أو أبيدوس كما جعلها الانكليز متجاهلين أنه اسم عربي فهو من فعل “عبد”، فماذا يعني هذا الفعل؟

بالسريانية: عَبِد: عمل، فعل، صنع + خلق، أقام + صلّح، اكتسب + أسعف + احتفل.

إذن كلمة عبيدو تعني حرفياً معمَل، مصنع.

مدينة عبيدو تعني مدينة المصنع، تتطابق بذلك مع مدينة صنعاء اليمنية التي دُعيت بهذا الاسم لكثرة صناعاتها. أما المعبد الذي دعاه المستشرقون “معبد سيتي” فهو ليس سوى المعمل بحد ذاته، فقد وجدوا فيه النقش الهام الذي تبرز عليه صور المركَبات التي نعرفها اليوم، وهي السيّارة، والغوّاصة البحرية، والطائرة المروحيّة، ومكوك الفضاء (ساتلايت)، وسكّة القطار وفوقها قاطرة، إذن فهذا ليس “معبداً للملك سيتي”!

 إذن، نقولها بكل وضوح، إن “الناقة” المذكورة في القرآن هي علم تصنيع المركبات ووسائل النقل، فالمنوَّق بالعربية هو المسكوك والمطروق والمروَّض للسير بلسان العرب، وما تزال عملية ترويض المركبات تسمى “روداج” حتى اليوم وهي نفسها روَّض العربية.

إن الأنبياء والرسل لم يكونوا مجرد رُسُل لرسالة التوحيد، بل لقد مُنحوا علوماً هامة عظيمة ليقوموا بتعليمها للبشر. إن هذه العلوم عُلِّمت تعليماً للناس ولم يبتكروها في مسيرة التطور البشري كما نتصور اليوم، لكن فصل الأديان عن العلوم حوّل الرسل والأنبياء إلى مبشرين بالوحدانية وواعظين فقط، لذلك أكد القرآن الكريم على أن تأويل الآيات، أي تفسيرها التفسير الصحيح وإعادتها إلى معانيها الأولية لا يعرفه سوى الله و “الراسخون في العلم”. ذلك لأنه لا يمكن تفسير مثل هذه الآيات دون أن يكون الإنسان على معرفة بالعلوم جميعها.

إذن، فالمركبات جميعها علوم عرفها الجنس العاقل في المنطقة العربية القديمة وأطلق عليها التسميات بلغته العربية ولا تزال حتى يومنا هذا، وهذه بعض الأدلة من نصوص قديمة أخذناها من فترتين، قبل الإسلام، وبعد الإسلام: .. يتبع في المقال القادم..

العلوم العظيمة في القرآن الكريم، نظرة جديدة على حقيقة الآيات والرموز. الحلقة الثانية: علم "البقرة"، هل هي حقاً بقرة الحقل؟ لماذا طلب الرب من النبي موسى أن يطالب قومه بذبحها؟ ما هي هذه "البقرة" حسب مواصفاتها؟..

10 سبتمبر، 2021

العلوم العظيمة في القرآن، علم المركبات "الناقة"، الجزء الثاني: كيف وردت المركبات في نصوص سورية - عربية قبل وبعد الإسلام؟، تسمياتها العالمية وجذرها ومعناها الحقيقي بالعربية، العلوم التي سُرقت كما هي بتسمياتها..

10 سبتمبر، 2021